سقوط غير مدوّي

 

 

هئنذا أسقطُ أمامكِ مرةً أُخرى …..
لم يكن لسحركِ اليوم دورٌ في سقوطي كما جرت العادة ….

 

لم أكترثْ للبحرِ في عينيكِ …. ولم يُشْعرني الليلُ المنسابُ على كتفيكِ بأي تسارع في دقّات قلبي ….
لم أركّز انتباهي على شفتيكِ وخدّيكِ و (( أماكن أخرى ))

جثةٌ لا روح فيها أنا ……

 

كيف تريدين منّي أن ألقاكِ وسط هذا الحمّام من الدماء

(( نظرتُ فوق ….

نظرتُ تحت ….

نظرتُ حول ….

فلم أجد غيرَ الدماء ))

مَن قال لكِ بأنّي كائنٌ بشريّ هو كاذبٌ بالضرورة ….

 

الموسيقى التي وضَعْتِها في محاولةٍ منكِ للضحك على الموت سمعتُ ايقاعها :

دَمْ … دَمْ … دَمْ … ولا شيء غير الدم

لماذا يتربّص بنا الموت هكذا … أيُّ عاشقٍ ولهان هو حتى يهتم بنا كل هذا الاهتمام …
أينما يمّمتَ وجهك … فثمَّ وجهُ الموت … ولا شيء غير الموت

 

هل لعزرائيل ثأرٌ معنا  ؟؟؟!!

كيفَ تُصْنعُ الأساطير

هل هكذا ؟؟!

 

(( يحكى أنّهُ في عهد التوحيد وتحديداً في بدايات القرن الواحد والعشرين كان الله لا يحرّكُ ساكناً أمام موتِ الأطفال ))

أسطورةٌ مستحيلة التصديق لولا أننا نعيشها ….

(( يُمهل ولا يُهمل )) يقول والدي ….

أسطورتكَ مُريبةٌ يا فتى … أحرقها …

 

واحدةٌ أخرى من فضلي

(( يقال بأنّ الإنسان لم يُقسَّم كما الحيوان إلى أنواعَ شتّى ” قط ، كلب ، جرذ ، حمار ، أسد ” ومحاولةً منه في أن يكون حيواناً اخترع لنفسهِ الطوائف . ))

اختار الإنسان هذا التقسيم ليتمترس خلفه ويبرر لنفسه قتل الآخرين …

 

لا أعلمُ إن كان لعزرائيل ثأرٌ معنا ….

كما أنني فاشلٌ في اختراع الأساطير

اذهبي الآن عزيزتي  … وداعاً …

31/5/2012

دمشق

 

 

 

 

 

حوار مع الذات والآخرين

صرخة/ ادفارت مونك

كيف حالُك ؟؟!

أنتَ الخارجُ من رحمِ أُمّكَ … الساعي إلى رحمِ الأرض … القابعُ في رحمِ المعاناة …
الصاعدُ إلى الهاوية ولكن دون جدوى …

المخيّرُ بين العدمِ والعدم … أيَّ عدمٍ ستختار …
البقاءُ فناءٌ بطعم الحياة … والرحيلُ حياةٌ بطعم الموت …

وماذا يعني لكَ الوطن ؟؟

وماذا تعني لكَ اللعبة السياسية أو الإقليميّة أو حتّى الدوليّة …

سأتركُ لكم ألعابكم كلَّها علّني أعود يوماً وأجدكم قد كبُرتُم بعض الشيء …
هنيئاً لكم ..

خرجتَ من رحمِ أُمّكَ وقد علَا صوتُ صراخِكَ على صوت مباركات القابلة …
فلماذا تصمتُ الآن وأنت في أشدِّ الحاجة إلى الكلام …
صحيحٌ بأنَّ صوتك مسموع في أرجاء المكان لكن ليس لهُ أي طعم أو معنى ..

ما أبلغَ الصرخةَ الأولى أمام كلامكَ هذا ..

صرخةٌ تخترقُ عنان السماء ..

صرخة تختصرُ كل خُطَب رؤساء وسياسييِّ وعسكرييِّ وقيادييِّ العالم ..

صرخة تقول : (( أنا هُنا موجود … وسأواجهكُم .. وسأبولُ على كلِّ شيء … أبولُ على السرير والقابلة والطبيب وأمّي وأبي …أبولُ على المشفى وعلى صاحبِ المشفى … أبولُ على الديكتاتور الذي تخشون إذا لزم الأمر .. المهمُّ الآن أن أُشبعَ غريزتي في البول وليذهب كل شيءٍ آخر إلى الجحيم ))

تصرُخُ صرخةً تقول فيها أشياء تعجَز كل مفردات الكون عن وصفها ..
تصرُخُ بكلِّ ما آتاكَ اللهُ من روح .. تصرُخُ صرخةً خام .. صرخة بِكر .. تتمردُ على كلِّ شيء .. ولا تعترفُ بأيّ هُدنة …

يقلِبونكَ رأساً على عقِب … يعيدونك عقباً على رأس علّك تصمت قليلاً …
– لا تصمتْ أيها الأحمق – …

ما إن تصمت حتّى تدخل روتين هذه الحياة المقيت …

تختصرُ الحياة في نصف ساعة …
تستحمّ .. تأكل .. تخرى .. تنام ..

لماذا يفطموننا عن الصُراخ ؟؟!

أريدُ أن أصرُخ دون أن تصيحَ بي أُمّي وتهددني بقذفي بما تحمل في يدها .. أريدُ أن أصرخ دون أن أخاف من أن أوقظ والدي … دون أن أحسب حساباً لجيراني .. دون أن أُغلق النوافذ..

أريدُ أن أصرُخ من دون أيِّ قيدٍ أو شرط ..

لماذا لم تُسجّلوا لي صرختي الأولى … أريدُ أن أضعها نغمةً لهاتفي ولرسائلي وللمنبه ولجرس المنزل إن كان بالإمكان ..

سأملاُ الدنيا صراخاً …

ما أبسطَ الكلام أمام الصُراخ …

أريدُ أن أصرُخ ..

بكر الجابر

28/10/2012

للتعليق  aljaberbaker@gmail.com لأسباب تقنية

هشاشة

تشيزوفرينيا
تشيزوفرينيا/ عبد الله العمري

لو مدّ أحدهم يده فقط لاخترقني أنا الهشُّ المحافظ على ثباتي …
لو أنَّ لي القدرة على الخلق لكوّنت حضن فتاةٍ وبكيت حتى الخلاص …
لن تبلغ الأشياء خفتها حتى يعرّيني الحنين إلى ربوعك ..
وبعض الناس تشتهي أن تعانقهم حتى بعد أن تعانقهم ..

الآن وهنا أريد أن أبكي … مع أني مرتاح للغاية
لكن ليس لدي القدرة على الفرح .. ثمة شيء ما في منتصف الحلقوم تماماً أريد أن أتخلص منه ..

احتويت أبعاد الزمان والمكان والشخوص وحاولت أن أبلغ الخفّة ساعياً وراء الدهشة.. لكن لا سبيل
ماءٌ كله ماء .. سعيي
سأعترف ..
مشكلتي الحقيقية عندما أركن إلى نفسي .. ثمة رعب حقيقي .. خوف .. أرق .. وجع .. قهر .. حركة عالية للعقل .. توتر .. لا أعرف ..

حكمة في غير محلّها ..
السيارة دون الطريق تفقد قيمتها .. الطريق لا يفقد قيمته دون سيارة .. ثمة ما يعطيه قيمة أيضاً .. الحمار ، الإنسان ، الدرّاجة .. البصاق الذي على الإسفلت ..

(( نحن محكومون بالنسيان …
وما سمّي الإنسان إلا لنسيانه !!! ))
إما أنّي لست إنساناً أو أن ما سبق خاطئ بالضرورة

كيف لي أن أتذكر كل المرارة جرعة واحدة وبالتفصيل منذ أن قتل قابيل هابيل إلى أن نكز موسى الرجل بعصاه فقتله ..
عندما خرق خضر السفينة تلك كنت على متن سفينة القراصنة واستولينا عليها ..
في الغزوات كنت مع الخاسر دائماً ولو أنّي لم أكن مع المسلمين يوم اُحد لانتصروا حتماً ..
في الحرب العالمية الأولى كنت مراسلاً حربياً ..
وفي الحرب الأهلية الإسبانية قاتلت مع فرانكو وكدت أن أموت فأخذت نقاهة في الحرب الثانية ..
نسيت أن أخبركم بين علي ومعاوية كنت براغماتياً كذاك الأعرابي :
(( الصلاة خلف عليٍّ أقوم ، والطعام عند معاوية أدسم ))
في العراق كنت جريحاً إيرانياً وقتيلاً كويتياً وضحيّة كرديّة بالكيماوي و جلدت نفسي على الحسن كما الحسين وبنفس الأدوات ..
في أفغانستان هدمت الاتحاد السوفيتي بيدي وراوغت أمريكا إلى أن عادت وأصابتني بكتفي في العراق ..
في مصر هُزمت مع نابليون في حملته ثم قاومت الإنكليز مع محمد صبحي في ذلك المسلسل وكنت معجباً ب (( الكونتيسة )) إلّا أنّه سرقها منّي ، كنت ناصريّاً إلى أن نسي الناصريون جمال ثم أصبحت ليبرالياً إلى أن صار الليبراليون إخواناً ولمّا كنت أخاً أخبروني بأن دفتر عائلتهم ممتلئ وليس هنالك أي خانة فارغة فوقفت في الميدان الثالث لاعناً السيسي ومرسي والبرادعي ومبارك وصبّاحي وأبو الفتوح .. ولم أكن أبكي على الضحايا لسبب شخصي ..

يبدو أن مقولة النسيان صحيحة.. ما من شيء في سورية منذ انقلاب حسني الزعيم حتى مجازر السافل اليوم .. لا أذكر شيئاً أبداً ..

كم أنا إنسان …

بكر الجابر
15/8- 29/8 / 2013

للتعليق  aljaberbaker@gmail.com لأسباب تقنية

سرداب

سرداب

يا ذاك القابع في غيهب سردابٍ تشرق في آخره الشمس..

أتراها ؟!

أنْبيكَ ستخرجُ من ظلمةِ سردابك

سترى أحبابك ينتظرون

ستشمُ المسكْ

ستبول على ذاك السجّان الفظ

أتسمعني ؟!

ستبول عليه

ستأكل من فاكهة الجنّة

لن تعطبَ روحك

الجسد سريع العطبِ .. سيفنى

تباً للجسدِ

لن تعطبَ روحك يا روحي

لن تُعطبَ روحك

دمشق 2011